Shqip
Albanian
العربية
Arabic
Հայերեն
Armenian
Беларуская
Belarussian
বাংলা
Bengali
Български
Bulgarian
简体中文
Chinese (simplified)
正體
Chinese (traditional)
Hrvatski
Croatian
Čeština
Czech
Nederlands
Dutch
English
English
Eesti
Estonian
Français
French
ქართული
Georgian
Deutsch
German
Ελληνικά
Greek
עברית
Hebrew
हिंदी
Hindi (Indian)
Magyar
Hungarian
Indonesia
Indonesian
Italiano
Italian
日本語
Japanese
Қазақ
Kazakh
Кыргызча
Kyrgyz
Latviešu
Latvian
Lietuviškai
Lithuanian
Монгол
Mongolian
فارسی
Persian
Polski
Polish
Português
Portuguese
Română
Romanian
Русский
Russian
Slovenčina
Slovak
한국어
South Korean
Español
Spanish
Svenska
Swedish
Türkçe
Turkish
Українська
Ukrainian
O‘zbekcha
Uzbek
Tiếng Việt
Vietnamese
وفي أحد الأيام حدث شيء غير معتاد في تلك البحيرة...
وفي أحد الأيام حدث شيء غير معتاد في تلك البحيرة...
لقد تكلمت زهرة اللوتس البيضاء الكبرى إلى البذور الصغيرة التي رأت النور وبدأت تنضج في الميسم الواقع في قلبها :
"بناتي العزيزات! الآن أنتنّ أصبحتنّ ناضجات، وآن الأوان لكي تشقّ كلّ منكنّ طريقها. أمام كلّ واحدة منكنّ رحلة شاقّة ومحفوفة بالمخاطر، ولكن في نهاية الرحلة بإمكانها أن تصبح زهرة جميلة ومتألّقة بجمال وألق سكّان عالمنا. ولكن لن يكون بإمكانكنّ كلّكنّ إتمام هذه الرحلة إلى النهاية بنجاح والعودة إلى المنزل الأمّ.
لذا استمعن إليّ بانتباه، لأنّ ما سأقوله لكنّ هو حكمة قديمة تمّ توارثها جيلاً بعد جيل...
الصبر
الرحمة
الحق
وأخيرًا قالت لهنّ :"أنا أثق في كلّ واحدة منكنّ، وسأكون بانتظاركنّ عندما تعُدن أخيرًا إلى منزلكنّ وتُشرقن على سطح مياه البحيرة الساحرة
وكلّما غاصت البذرة الصغيرة إلى الأعماق أكثر، كلّما أصبح الماء مظلمًا وقاتمًا أكثر، إلى أن أصبح كلّ ما حولها طينًا ووحلاً. فأنّت بذرة اللوتس الصغيرة باكية :"أوه ! لا أستطيع رؤية شيء هنا !" ولكنها واصلت السقوط وغاصت أعمق وأعمق في الوحل...ومن شدّة خوفها أغمضت عينيها.
تفتح عينًا، ثمّ فتحت العين الأخرى، لكنها ظلّت غير قادرة على رؤية أيّ شيءٍ. "أين سأذهب الآن ؟ أين طريق منزلي ؟ كيف سأتمكّن من العودة ؟" وكأنّ الإجابة على سؤالها أتتها إذ سمعت أصواتًا غريبة، خشنة ومُتهدّجة ؛ وكان هناك شيء مّا، مظلم وطويل، يُسرع باتّجاهها.
حينها تمكّنت البذرة الصغيرة من الرؤية : لقد كان تمساحًا ضخم الهيئة. لقد كان اسم الحيوان مكتوبًا فوق ظهره، ولكن في ذلك المكان الحالك كان من المستحيل قراءة ما هو مكتوب. وأخذ ذلك الكائن يتكلّم بصوت قادم من الأعماق ومُرعب :"أيّتها البذرة الصغيرة ! أيّتها البذرة الصغيرة ! لقد كنت أنتظرك. هناك حياة جديدة تنتظرك. وأنا أودّ أن أقدّم لك نصيحة ثمينة
كانت البذرة الصغيرة خائفة كثيرًا، وفكّرت في نفسها :"ربما يكون الأمر هكذا بالفعل، وإلاّ فكيف يمكن للمرء أن يعيش في هذا المكان الكريه بغير تلك الطريقة ؟" ولكنها فجأة تذكّرت كلمات زهرة اللوتس البيضاء الكبرى، وفكّرت :"إن اتّبعتُ نصيحة هذا الكائن، سأبقى هنا للأبد ولن أغادر هذا المكان القذر، ولن يمرّ وقت طويل حتى أصبح قبيحة المنظر كبقيّة سكان هذا العالم
البذرة الصغيرة كانت قد اتّبعت ولو جزءًا صغيرًا من نصيحته، لكان التمساح قضم قطعة صغيرة منها- ففي ذلك العالم لا شيء يُعطى مجانًا، ولا حتّى النصائح- لو أنّ ذلك حصل لما ظلّت البذرة الصغيرة قادرة على الرجوع وعلى أن تصير زهرة جميلة على البحيرة الساحرة.
"كلّ مشكلة لا بدّ لها من حلّ مّا ! كلّ مشكلة لا بدّ لها من حلّ مّا !" هذا ما كانت البذرة الصغيرة تردّده في نفسها. وفجأة تذكّرت ما أسرّته زهرة اللوتس البيضاء الكبرى بشأن الكنوز الثلاثة
الصبر
الرحمة
الحق
في تلك اللحظة وقعت معجزة !
في نفس اللحظة التي رفضت فيها البذرة الصغيرة الأخذ بالنصيحة السيئة، لمع شعاع مضيء من الرحمة وغمرها بنوره، مثل النجمة البراقة التي تُنير ما حولها. وفي ذلك الحين أصبح اسم الوحش المكتوب على ظهره واضحًا للعيان :"الشرّ". وإذا بقوّة غريبة تدفع البذرة الصغيرة فجأةً إلى الأعلى، كما لو كانت على متن أرجوحة عظيمة
لقد كان بإمكان البذرة الصغيرة أن تتنفّس بسهولة أكثر الآن. ونظرت حولها، وسرعان ما أدركت شيئًا مّا :"أوه ! لقد نمت لي بتلتان ! هذا رائع ! أنا بصدد التّحوّل إلى زهرة
حقيقية !"
ولكنّ فرحتها لم تدم طويلاً
اتّسعت عينا البذرة الصغيرة دهشة ممّا سمعته، وبقيت تنظر مُرتاعة إلى المخلوق الذي تفوّه بهذه الأشياء الغريبة. كم كانت تلك الأشياء مختلفة عمّا علّمتها إيّاه زهرة اللوتس البيضاء الكبرى !
وجدت البذرة الصغيرة الآن نفسها في عالم معتّم غائم، ولكنها كانت تُحرّك بسعادة بتلاتها الستّة من حولها ! نعم ! لقد تضاعف عدد البتلات الآن ثلاث مرّات، لأنه مع كلّ انتصار، كانت البذرة
الصغيرة تصبح أقوى. وصار بإمكانها الآن أن ترى في مكان مّا غير محدّد ولكنه ليس بالبعيد عنها كثيرًا، نور أشعة الشمس (الدافئ).
ولكنّ الامتحان كان لم ينته بعدُ
وسبحت هذه الدودة نحو البذرة الصغيرة ببطء، وهي تنظر إليها بتفرّس وكأنها تُريد أن تعرف نقاط ضعفها.
لم تكن الدودة بقوّة وغلظة المخلوقات الشريرة للعوالم الأخرى ولكنها كانت أكثر دهاءًا. وخاطبت البذرة بصوت متملّق :"أنت محظوظة يا زهرة اللوتس الصغيرة- فالآن بإمكاننا أن ندعوك هكذا-، عالمنا هذا عالم سلام، لا تعصف فيه ريح، وهو ليس قاتمًا كثيرًا. قواعد العيش هنا بسيطة وسهلة : أوّلاً إن كنت لا تُريدين القيام بشيءٍ مّا فلا تقومي به، لست في حاجة كذلك إلى التعلّم أو إلى قطع مسافات طويلة، فنحن (نعمل بالقرب من صعوباتنا). ثانيًا، نحن لا نحتاج إلى الأصدقاء، لأنه عندما يكون لديك أصدقاء فسيكون عليك أحيانًا أن تتحمّلي مزاجهم السيّئ، أو أن تساعديهم عندما يمرّون بأوقات صعبة.
كانت البذرة الصغيرة تفكّر :"بدون شكّ إنه لأمر مُغرٍ (أن يعيش المرء حياة ليس فيها بذل جهود)...ولكن مهلاً، لن يكون بإمكاني تعلّم أيّ شيء جديدٍ هنا. ثمّ إن الحياة بلا أصدقاء ستكون مُملّة. لا هذا غير مُحتمل ! لا ! لا !...أنا لديّ كلّ ما أحتاجه لأهرب من هذا العالم المعتّم
الرتيب !"
كان الكنز الثالث جاهزًا لمساعدة زهرة اللوتس الصغيرة. فقد أشرق نجم الصبر وتفتّح في قلبها، وسرعان ما انبثقت كرة مُضيئة من نور، تتلألأ كالدرّة السنيّة، وضمّتها داخلها وبدأت في الصعود
أصبح بريق الشمس ساطعًا أكثر فأكثر وتوهّج الماء بالضوء أكثر فأكثر. لقد اشتدّ عود زهرة اللوتس وصارت أقوى، ونمت ساقها بشكل أسرع، وكانت الآن ثابتة وواثقة من نفسها. لقد فارقت كلاّ من العالم القاتم والعالم الداكن والعالم المعتّم وتركتها في الأسفل بعيدًا، بعيدًا عنها.
وقد انتفت الحواجز الآن بين الماء والهواء، وانبثقت زهرة اللوتس الصغيرة ظاهرة على سطح ماء البحيرة الساحرة.
ونظرت زهرة اللوتس الصغيرة إلى صورتها على سطح الماء...ويا لجمال ما رأت : رأت زهرة رائعة ببتلات شفّافة ومتلألئة.
وفي كلّ الأرجاء المُحيطة كان المزيد والمزيد من زهور اللوتس يظهر. كلّ واحدة من تلك الزهور كانت قد اجتازت طريقها (إلى النهاية)، وهاهي الآن ترفل في جمالها الخلاّب. ولو
دنوتَ ونظرت إليها عن قرب أكثر، لرأيت هيئتها المُشرحة التي تبعث على الأمل وتخالها تقول لك :
"(أنت أيضًا) اسلك طريقك بنجاح."